شؤون أفريقية

ترقب وحذر.. استئناف المفاوضات بين طرفي الحرب في السودان برعاية أمريكية سعودية

الجيش السوداني أعلن المشاركة، ووفد من "الدعم السريع" يصل جدة

قرر الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع “شبه العسكرية”، العودة إلى طاولة المفاوضات برعاية أمريكية سعودية، في مدينة جدة، اليوم الخميس، وذلك بعد أشهر من اشتباكات عنيفة شهدها السودان بين الطرفين.

وجاء في بيان للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، أن العودة للمفاوضات تأتي استجابة لدعوة من دولتي الوساطة بمنبر جدة (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية) باستئناف العملية التفاوضية مع مليشيا الدعم السريع المتمردة.

وأوضح البيان أن العودة للمفاوضات تمثل “إيمانًا من القوات المسلحة السودانية بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الحرب”، مضيفًا: “قبلنا الدعوة بالذهاب إلى جدة لاستكمال ما تم الإتفاق عليه من قبل، وهو تنفيذ إعلان جدة كاملاً، لتسهيل العمل الإنساني وعودة المواطنين والحياة الطبيعية إلي المدن التي عاث فيها المتمردون نهبًا وحرقًا وقصفًا عشوائيًا واغتصابا”.

وتابع الجيش السوداني في بيانه: “آملين أن تلتزم مليشيا التمرد هذه المرة بما تم الاتفاق عليه سابقا” مشيرًا إلى أن “استئناف التفاوض لا يعني توقف المعركة (..) فالقضاء علي المتمردين ودحرهم هو هدف الشعب السوداني والقوات المسلحة السودانية وهي ملتزمة بهذا الهدف لوضع البلاد في مسارها الصحيح”.

بدورها ذكرت ميليشيا الدعم السريع أنها قبلت دعوة السعودية وواشنطن لاسئتناف المفاوضات، موضحة في بيان أن القرار يأتي “تقديرًا للظروف القاسية التي يعيشها الشعب السوداني جراء الحرب (..) ورغبة من قوات الدعم السريع في رفع المعاناة عن الشعب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين”.

وأشارت في بيان إلى أن الوفد المفاوض لقوات الدعم السريع، وصل إلى مدينة جدة (الأربعاء)؛ تلبية لدعوة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لاستئناف التفاوض.

ومنذ منتصف أبريل الماضي 2023، ويعيش السودان حربًا طاحنة بين القوات المسلحة بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وميليشيا الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو؛ وذلك بعد رفض الأخير دمج قواته في القيادة المسلحة بعد نحو أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، ونحو عام ونصف العام من إطاحة الطرفين بالمكون المدني وشريكهم السابق بمجلس السيادة.

وأسفر العمليات بين الطرفين عن مقتل الآلاف إضافة إلى نزوح الملايين إلى البلدان المجاورة، في وقت لا تزال قوات الدعم السريع تواجه اتهامات بارتكاب مذابح عرقية في إقليم دارفور.

ومن المتوقع أن يشارك الاتحاد الأفريقي إلى جانب الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) في محادثات جدة، وسط تقارير تشير إلى أنها ستركز على القضايا الإنسانية ووقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين.

إلى ذلك، لم تم الالتزام بهدن سابقة منذ نشوب القتال قبل نحو ستة أشهر، إذ سبق أن استغلت ميليشيا الدعم السريع هدنة في أواخر أبريل لنقل ذخائر عبر شاحنات، ثم قصفت القيادة العامة وإدارة المرافق الاستراتيجية التابعة للجيش، قبل أن تخرق مجددًا هدنة في مايو بهجومها على سلاح الأشارة، وكذلك سلاح المدرعات، في أواخر مايو الماضي.

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى