شؤون أفريقية

مذابح “الماو ماو” تطارد الملك تشارلز الثالث خلال زيارته كينيا

وصل ملك بريطانيا تشارلز الثالث، إلى العاصمة الكينية نيروبي، في زيارة هي الأولى له إلى بلد أفريقي منذ تتويجه عقب وفاة والدته الملكة إليزبيث الثانية العام الماضي 2022.

وتطارد ملك بريطانيا خلالها زيارته لنيروبي مطالب كينيين بالاعتذار عن الحقبة الاستعمارية البريطانية للبلد الأفريقي الواقع شرق القارة.

وكان الرئيس الكيني وليام روتو، في استقبال الملك تشارلز (74 عامًا) الذي وصل نيروبي بصحبة زوجته كاميلا (76 عامًا) مساء الإثنين.

ومن المقرر أن تستمر الزيارة أربعة أيام، وهي تأتي قبل أسابيع قليلة من الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال كينيا الذي أعلن في 12 ديسمبر 1963.

وسيقوم تشارلز وكاميلا بجولة في متحف جديد للتاريخ الوطني، وسيزوران الموقع الذي أُعلن فيه الاستقلال عام 1963، وسيضعان إكليلاً من الزهور على قبر المحارب المجهول.

إلى ذلك، اعتبرت السفارة البريطانية في بيان أن الزيارة “تؤكد الشراكة القوية والنشطة بين المملكة المتحدة وكينيا”، فيما شدد قصر باكنجهام قبل الزيارة أنها تشكل فرصة لمناقشة “أكثر الجوانب إيلامًا” في تاريخ البلدين، في سنوات ما قبل الاستقلال.

ويخطط الملك تشارلز للاعتراف بـ “الجوانب المؤلمة” للتاريخ المشترك الذي شمل ما يقرب من سبعة عقود من الحكم الاستعماري البريطاني لكينيا.

مذابح الماو ماو

وبين عامي 1952 و1960، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص في كينيا، في أعقاب انتفاضة الماو ماو ضد الحكم الاستعماري، في واحدة من أسوأ عمليات القمع في تاريخ الامبراطورية البريطانية.

وبعد إجراءات استمرت تحضيرها سنوات، وافقت لندن عام 2013 على دفع تعويضات لأكثر من خمسة آلاف كيني، إلا أن كثيرين ينتظرون من تشارلز اعتذارًا رسميًا عن تصرفات بريطانيا السابقة في البلد الواقع في شرق إفريقيا.

وينتظر العديد من الكينيين ما سيقوله تشارلز عن انتهاكات الحقبة الاستعمارية، بما في ذلك التعذيب والقتل ومصادرة الأراضي على نطاق واسع، والتي لا يزال معظمها ملكًا لمواطنين وشركات بريطانية.

وخلال ثورة ماو ماو 1952-1960 في وسط كينيا، قدرت لجنة حقوق الإنسان الكينية (KHRC) أن 90 ألف مواطني كيني قتلوا أو شوهوا واعتقل 160 ألفًا.

مطالب مشددة بالاعتذار

ودعت اللجنة الكينية لحقوق الإنسان، وهي مجموعة مستقلة، الملك تشارلز “نيابة عن الحكومة البريطانية، إلى تقديم اعتذارات علنية غير مشروطة ولا لبس فيها عن المعاملة العنيفة واللاإنسانية التي تعرض لها المواطنون الكينيون طوال الفترة الاستعمارية”، بين عامي 1895 و1963.

وطالبت اللجنة بتعويضات “عن كل الفظائع التي ارتكبت في حق المجموعات المختلفة في البلاد”، مشيرة إلى الاستيلاء على أراضٍ، بالإضافة إلى قمع الماو ماو.

كما شهدت العاصمة نيروبي، تظاهرة نظمها ناشطون وناشطات في مجال حقوقي الإنسان ضد زيارة الملك تشارلز الثالث إلى بلدهم.

ووصل تشارلز وكاميلا إلى نيروبي مساء الاثنين، وسيمكثان يومين في العاصمة، يلتقي خلالهما الملك برواد أعمال وشباب، ويشارك في مأدبة رسمية، ويزور متحفًا جديدًا مخصصًا لتاريخ كينيا، ويضع إكليلًا من الزهر على قبر الجندي المجهول في حدائق أوهورو، في وسط العاصمة.

ومن المقرر أن يتوجه تشارلز وكاميلا بعد ذلك إلى مدينة مومباسا الساحلية، حيث سيزور الملك المهتم بالقضايا البيئية محمية طبيعية ويلتقي بممثلي ديانات مختلفة.

وبعد إجراء زيارة دولة لكل من ألمانيا وفرنسا ما يشير إلى رغبة لندن في التقارب مع حلفائها الأوروبيين، توجه تشارلز إلى إحدى دول الكومنولث الـ56 التي كانت في غالبيتها مستعمرات بريطانية.

وأثارت زيارات أخرى قام بها أفراد من العائلة المالكة إلى مستعمرات سابقة انتقادات، على غرار دعوة الأمير وليام وزوجته كايت للاعتذار عن الماضي الاستعماري للمملكة المتحدة خلال زيارتهما إلى منطقة الكاريبي العام الماضي.

ولكينيا روابط خاصة مع العائلة المالكة، إذ كانت إليزابيث الثانية في كينيا عندما توفي والدها الملك جورج السادس الذي اعتلت عرش بريطانيا خلفًا له.

وتعود آخر زيارة ملكية بريطانية لكينيا إلى نوفمبر 1983، حين زارت الملكة اليزابيت الثانية البلاد.

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى