مجتمع ومنوعات

العربية لغتي.. الجزائر تجبر المدارس الفرنسية على اعتماد المنهج الوطني

يفوق عدد الناطقين بالفرنسية في الجزائر عدد المتحدثين في جميع الدول باستثناء فرنسا نفسها وجمهورية الكونغو الديمقراطية

وسط جدل واسع حول مكانة اللغة الفرنسية في المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا، تنفي الجزائر أن الجهود المبذولة لإجبار المدارس الخاصة الناطقة بالفرنسية على اعتماد المنهج الوطني للبلاد تشكل عداءً تجاه اللغة الفرنسية.

وقال وزير التعليم عبد الكريم بلعابد إنه لا توجد لغات “مستهدفة” في الجزائر وأشار إلى أن التعددية اللغوية كانت من بين الإنجازات الكبرى لنظام التعليم، مشددًا على أن “جميع اللغات موضع ترحيب”.

ويفوق عدد الناطقين بالفرنسية في الجزائر عدد المتحدثين في جميع الدول باستثناء فرنسا نفسها وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

على خطى مالي

ويتحدث بالفرنسية نحو 15 مليون شخص من أصل سكان البلاد البالغ عددهم 44 مليون نسمة، بحسب المنظمة الدولية للناطقين بالفرنسية.

لكن الجزائر من بين العديد من الدول في جميع أنحاء أفريقيا التي تركز بشكل أكبر على اللغة الإنجليزية ولغات السكان الأصليين، وفي هذه العملية، تعيد تقييم دور اللغة الفرنسية في المدرسة والمجتمع.

وغيرت مالي المجاورة دستورها لإزالة الفرنسية من قائمة اللغات الرسمية، كما جعل المغرب دروس اللغة الإنجليزية إلزامية في المدارس الثانوية.

وهذا العام، تعمل الجزائر على توسيع دورات اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية ومضاعفة الجهود الرامية إلى إنفاذ قانون يلزم المدارس الخاصة – بما في ذلك تلك التي تدرس بشكل حصري تقريبا باللغة الفرنسية – بالمناهج الوطنية العربية في الغالب.

إن جهود الإنفاذ ضد المدارس الخاصة التي تعد الطلاب للتعليم العالي باللغة الفرنسية ليست جديدة، ويعود تاريخها إلى عام 2019، لكن السلطات لم تتابع تنفيذها بقوة حتى هذا العام، وقد أثارت جهودهم عناوين الأخبار والغضب في وسائل الإعلام الفرنسية وبين الأسر الجزائرية التي تستطيع تحمل تكاليف التعليم.

العربية لغتي

وقال بلعبيد إن منتقدي القانون يصفون جهود البلاد دون سياق وأكد موقف الجزائر المتمثل في أنه يتعين على المدارس الخاصة تدريس المنهج الوطني الذي وصفه بأنه “وسيلة لتحديد القيم في مجتمعاتنا”.

وعلى الرغم من أن اللغة الفرنسية لا تزال مستخدمة على نطاق واسع في الجزائر، إلا أن اللغة كانت عرضة لتساؤلات سياسية منذ أن حصلت البلاد على استقلالها عن فرنسا بعد حرب وحشية استمرت سبع سنوات قبل أكثر من 60 عامًا.

وقد أصبحت “العربية” مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقومية الجزائرية منذ تلك الحقبة، عندما اعتمد القادة السياسيون شعار “الجزائر بلدي، والعربية لغتي، والإسلام ديني”.

ولا يوجد في الجزائر سوى 680 مدرسة خاصة، يُعلم فيها أكثر من 11 مليون طالب، القليل منهم يعملون باللغة الفرنسية أو يحاولون تدريس “مناهج مزدوجة” باللغتين لإعداد الطلاب للتعليم العالي.

وتأتي الجهود المبذولة للقضاء على المدارس الفرنسية والخاصة التي تدرس خارج المنهج الدراسي الوطني في الوقت الذي تضيف فيه الجزائر دورات اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية.

ومن المقرر أن تجعل الجامعات العامة اللغة الإنجليزية جزءًا من مناهجها الأساسية هذا العام كجزء من الانتقال إلى اللغة في فصول العلوم.

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى