تقارير وتحليلات

وعد أممي وترقب رحيلها.. قوات حفظ السلام بالكونغو الديمقراطية في مرمى الاتهامات الجنسية

اعتقلت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، ثمانية من جنودها، وتوقيف ضابط عن العمل، بعد “مزاعم” ارتكبوها ترتبط بـ”العنف والاستغلال الجنسي”.

وأفادت تقارير غربية، اطلعت على وثائق داخلية للبعثة، باعتقال جنود حفظ السلام الثمانية، من المكلفين في منطقة بيني، شرقي الكونغو الديمقراطية، مطلع أكتوبر الجاري، إلى جانب توقيف ضابط عن العمل أسبوعًا.

وأكدت البعثة أنه بصدد اتخاذ إجراءات صارمة ضد قوات حفظ السلام المشتبه في ارتكابهم سوء السلوك، بعد اتهامهم بمزاعم استغلال جنسي وعنف.

وجميع المتهمين فيما تصفه التقارير المحلية بانتهاك منهجي واسع النطاق للقواعد الأممية، ينتمون إلى وحدة جنوب أفريقيا التابعة لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتشمل الإجراءات المتخذة حيالهم “تعليق واحتجاز أفراد حفظ السلام المتهمين”، وفق بيان للبعثة، أكدت فيه “إدانتها بشدة لهذا السلوك”.

وتبين إحدى الوثائق التي تم الاطلاع عليها، ظهور بيوت دعارة باسم “سويتو وبلومفونتين وكيب تاون” -هي أسماء بلدات في جنوب أفريقيا- بالقرب من قاعدة البعثة ناحية بيني شرقي البلاد.

كما أظهر تقرير أولي أن الضابط الموقوف قام بترهيب موظفي الأمم المتحدة وهددهم لفظيًا بعد اعتقال قوات حفظ السلام.

دعوة تشيسيكيدي

كان الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، دعا في مايو الماضي دول مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC)بما في ذلك دولة جنوب أفريقيا، إلى الانتشار في البلاد لدعم جيش بلادة في مواجهة متمردي حركة  23 مارس، الذين استولوا على مساحات واسعة من شمال البلاد في مقاطعة كيفو.

ومن المنتظر أن تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية في 20 ديسمبر 2023 انتخابات رئاسية هي الرابعة بعد دخول البلاد عملية التحول الديمقراطي في 2006، بيد أنها لا تزال عالقة في هذا المسار.

ومن أبرز الأسماء المرشحة، الرئيس الحالي تشيسيكيدي الذي يتطلع لولاية رئاسية ثانية، ومنافسه في انتخابات 2018 مارتن فيولا، والذي كان قد اعترض على نتائجها، إضافة إلى الطبيب الحائز على جائزة نوبل دينيس موكويجي، والأخير سبق أن أعرب عن مخاوفه من تزوير إرادة الناخبين.

البعثة الأممية

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، طلب تشيسيكيدي الإسراع في انسحاب بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لضمان بدء ذلك في ديسمبر المقبل 2023.

وقال تشيسيكيدي، إنه من المؤسف أن بعثات حفظ السلام المنتشرة منذ 25 عامًا فشلت في التعامل مع التمرد والصراعات المسلحة.

والبعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية تعرف باسم مونوسكو MONUSCO، ونشرت في إطار المرحلة التالية على تبني اتفاقية لوساكا (عاصمة زامبيا) لوقف إطلاق النار المُوقعة بين الكونغو الديمقراطية وخمس دول إقليمية أخرى (أنجولا، ناميبيا، أوغندا، رواندا، زيمبابوي) عام 1999.

وهي مرتبطة بإنهاء حالة الصراع القائمة عقب ظهور تمرد داخلي مدعوم من قبل كل من (أوغندا، رواندا) في مواجهة الرئيس (لوران كابيلا) المدعوم من (أنجولا، ناميبيا، زيمبابوي) وذلك في أغسطس 1998.

واستمر عمل هذه البعثة لفترة طويلة من الزمن حتى بداية العقد الثاني من القرن الحالي.

ووفق قرار لمجلس الأمن في مايو 2010، تم نشر بعثة MONUSCO (الحالية) والتي تعد استكمالاً للبعثة السابقة، وقوامها العددي الحالي نحو 17 ألفًا و750 عنصرًا على الأقل.

ويقع مقر البعثة في العاصمة كينشاسا، وتقوم اختصاصها على حماية المدنيين، وتعزيز واحترام حقوق الإنسان في مواجهة التهديد القائم على العنف الجسدي، فضلًا عن دعم الحكومة المركزية (منذ حكومة كابيلا إلى حكومة الرئيس الحالي تشيسيكيدي).

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى