سُجن في “كوبر” وغنى للحب والحرية.. وفاة الموسيقار محمد الأمين أحد أعمدة الفن السوداني
توفي الموسيقار والفنان السوداني محمد الأمين، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 80 عامًا.
ونعت سفارة السودان في واشنطن، محمد الأمين، وقالت إنه “لبى نداء ربه مساء أمس الأحد في الولايات المتحدة الأمريكية”.
فيما أعلنت أسرة أحد أبرز أعمدة الفن السوداني (ود اللمين)، وفاته بمستشفى بالولايات المتحدة بعد صراع طويل مع المرض.
سجن كوبر
وساهم ود اللمين في تطوير الموسيقى السودانية ونشرها خارج السودان، وللفقيد رحلة طويلة من العطاء والأداء المتميز في مسيرة الموسيقى والغناء الوطني، ومسيرة نضالية ضد الأنظمة الديكتاتورية.
وسبق وأن تعرض ود اللمين لمضايقات عدة من الأنظمة السابقة بسبب مواقفه وأغانيه الثورية، وتعرض للاعتقال بسجن كوبر خلال حكومة جعفر النميري.
وخلال لقاء متلفز، كشف “ود اللمين” عن تفاصيل تجربته مع الغناء الوطني، ومسيرة نضاله ضد الأنظمة الديكتاتورية، خصوصًا أنه تم إعتقاله بسجن كوبر خلال حكومة الرئيس السوداني السابق جعفر النميري، وتحدث عن المضايقات التي تعرض لها من قبل النظام، بسبب أغانيه الثورجية.
وتحدّث عن الفرق بين الثورات الثلاث التي عاصرها، منذ ثورة أكتوبر في العام 1964، مروراً بثورة أبريل من العام 1985، وصولاً إلى ثورة ديسمبر 2019، وتمنى أن تحقق الثورة الأخيرة مطالب الشعب السوداني.
فغنّى الأمين لثورة أكتوبر، ولحن نشيد لفضل الله محمد، كتبه في السجن الحربي وأسماه “نشيد أكتوبر واحد وعشرين”، وشارك في عام 1966 في أوبريت ملحمة قصة ثورة وغنى للشاعر الكبير محجوب شريف.
كما غنّى الأمين اللون الرومانسي على طريقته، وكانت أعماله مليئة بالشجن ومنها أغنية “قلنا ما ممكن تسافر” للشاعر فضل الله محمد، أما أغنية “أسمر يا ساحر المنظر” للشاعر الراحل خليفة الصادق، هي التي أبرزت قدراته في العزف على العود.
وجدد محمد الأمين تلحين الأغاني التراثية وأكسبته رضا الجمهور، منها أغنية “عيال أب جويلي”.
وشارك في العديد من المهرجانات الغنائية داخل وخارج السودان، وقدم العديد من الحفلات في الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، أهمها المهرجان الثقافي الأول بالجزائر، ومهرجان الشباب العالمي في موسكو، والمهرجان الفني الموسيقي في هولندا.
وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة النيلين في عام 2010، ومنحته رئاسة الجمهورية وسام الجدارة في ذكرى الاستقلال في عام 2014.
