التاريخ الأسود

شيخ محمد عبد الله حسن.. قائد ثورة الدراويش على الأحباش والإنجليز في الصومال

تتميز حركة المقاومة الإسلامية في شرق أفريقيا بوجه عام وفي بلاد الصومال على وجه الخصوص بأنها أكثر عمقًا وأشد صلابة من غيرها من حركات المقاومة في بقية أجزاء القارة الأفريقية.

لعل ذلك يرجع في المقام الأول إلى أن هذه المنطقة عرفت الإسلام قبل غيرها وشهدت التحامًا بين المسلمين والمسيحيين، حيث المسيحية كانت قد وطنت مراكزها في الحبشة مع ظهور الأسرة السليمانية في عام 1270، والتي ظلت حتى منتصف القرن 16 وهي تعمل على نشر المسيحية في هذه الجهات.

وأخذت هذه الأسرة تتطلع إلى السيطرة على الإمارات الإسلامية المجاورة وصارت منطقة شرق أفريقيا وبلاد الصومال مسرحًا لحركة صليبية ضخمة ليست نابعة من داخل بلاد الحبشة فحسب، بل جاءت نتيجة التحام القوى الاستعمارية الغربية التي راحت تتعقب المسلمين بعد طردهم من الأندلس عام 1492.

وفي الربع الأخير من القرن 19 صار القرن الأفريقي هدفًا للقوى الاستعمارية خصوصًا بعد انسحاب مصر من الصومال وشرق أفريقيا واعتبار هذه المنطقة أرضًا لا صاحب لها.

كما تزامن ذلك مع بدء التنافس بين القوى الاستعمارية من أجل تقسيم أملاك الصوماليين بين الإيطاليين والإنجليز والفرنسيين، واستفاد الأحباش من عمليات التقسيم فتوسعوا على حساب جيرانهم طبقًا لقرارات مؤتمر برلين 1884: 1885.

وفي تلك البقعة من القارة يعيد التاريخ نفسه في القرن 19 بظهور شخصية الزعيم والمناضل المسلم السيد محمد عبد الله حسن، الذي وهو من أصول عربية، قاد مقاومة المسلمين ضد قوى الاستعمار من الأحباش والإيطاليين والبريطانيين، وأعاد أمجاد الشيخ الإمام أحمد بن إبراهيم الذي تزعم الجهاد ضد القوى المسيحية، التي شاركت فيها البرتغال مع الأحباش في القرن 14.

زعيم الدراويش

استطاع السيد محمد عبد الله حسن بعد اعتناق مبادئ الطريقة الصالحية أن يكون خليفة مؤسسها، وأن يقوم بنشرها بين سكان الصومال بدرجة أصبحت تنافس فيها الطرق الصوفية الأخرى.

وفي الوقت نفسه قاد مقاومة ضد التوسع الإمبريالي المسيحي من جانب الأحباش، والتوسع الأوروبي من جانب البريطانيين والإيطاليين، ومن ثم تفرعت مقاومته إلى شعبتين: إحداهما حملت الصبغة الدينية لنشر مبادئ الطريقة الصالحية، والأخرى حملت الطابع العسكري والجهاد الحربي للوقف في وجه القوى الأوروبية.

وظل الشيخ يحمل السيف ويقود بلاده من نصر إلى نصر مدة عشرين عامًا أو تزيد، حتى انتهى كفاحه البطولي في عام 1920.

وولد السيد محمد عبد الله حسن، في 17 أبريل 1964 بالقرب من بوهوتلي (في شمال الصومال)، أرسله والده إلى مدارس القرآن الكريم، ودخل إحدى المدارس الإسلامية في الأوجادين للتزود بالعلوم الشرعية.

استطاع حسن بذكائه وسرعة استجابته أن يحقق لنفسه مكانة مرموقة بين أهل الفقه ورجال الدين الذين أخذوا برأيه، ولمسوا فيه التقوى والصلاح.

ووجد في الصيد والفروسية والملاحة خير من يساعده على صقل قواه البدنية وتدريبه على مواجهة الكوارث والأزمات، والإصرار على تخطي العقبات والمشكلات وقبل أن يكمل العقد الثاني من عمر كان رصيده من علوم الدين يؤهله لحمل لقب “شيخ” وهو اللقب الذي أعطاه حق إلقاء الدروس الدينية في المساجد.

وما أن حصل على هذه الجرعة من خلال تلك الزيارات المستمرة حتى أحس بضرورة الاستقرار، فعاد إلى بلاده وبدأ يكسب من عمله من خلال الدروس في المساجد.

وفي عام 1885 قرر التوجه إلى الجزيرة العربية لأداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة، وفي الحجاز وقف السيد محمد عبد الله حسن على حال المسلمين ومحاولات الشعوب الأوروبية تقطيع أوصال الأمة، كما وقف على جهود رجال البعثات التبشيرية التي تسعى إلى نشر الديانة المسيحية في بلاد عرفت الإسلام منذ زمن طويل.

وأتاحت له فرصة الحج معرفة أخبار الثورة العرابية في مصر، وثورة الزعيم محمد أحمد المهدي في السودان، وكيف توحدت أهداف الثورتين من أجل استخلاص الوطن إلى أبنائه من حكم الدول الاستعمارية التي راحت تبسط سيطرتها في ديار الإسلام والمسلمين. 

وفي عام 1895 قرر السيد محمد عبد الله حسن، العودة إلى بلاده عن طريق عدن، وكانت بريطانيا قد أصبحت صاحبة السيطرة على موانئ بربرة وبلهار وزيلع إثر انسحاب القوات المصرية منها، فوصلها في الثاني من أغسطس 1895.

وهناك لقي معاملة قاسية من رجال الجمارك الذي طلبوا منه رسومًا جمركية على أمتعته فكان جوابه ومن الذي أعطاكم تصريحًا بالدخول إلى بلادنا.

واستقر الشيخ في ميناء بربرة كخليفة للشيخ عمد صالح صاحب الطريقة الصالحية، حيث قام بنشر تعاليم الطريقة وتعليم الأهالي أصول العبادة.

وانتقل من مكان إلى آخر يخطب في الناس، وأقام مسجدًا ليكون له مقر ومستقر للقاء الأتباع والمريدين، وكان لجهوده الفضل في نشر الطريقة الصالحية التي ازداد أتباعها يومًا بعد يوم حتى صارت تنافس الطرق الصوفية الأخرى في بلاد الصومال.

وبدأ يرسم سياسته على أساس ضرورة جمع كلمة الشعب الصومالي وتوحيد الصفوف لمواجهة العدو المشترك تحت زعامة دينية واحدة، ومنذ ذلك الوقت دخل السيد في طور جديد من حياته استهله بجمع كلمة الصوماليين على رأي واحد وتحت قيادة موحدة.

وهو أمر استوجب الدخول في منافسة وصراعات مع الزعامات القبلية والمحلية التي لا ترغب في أن يسلب منها السيد محمد عبد الله سيادتها على القبائل، ومن ثم دخل في حرب داخلية مع هذه الزعامات المحلية التي حاولت القضاء على حركته، وإحباط خططه ومشروعاته.

بداية الصدام

توالت الأحداث وصولاً إلى أول ديسمبر 1899 حيث تلقى القنصل البريطاني في الساحل رسالة من السيد محمد عبد الله يتهم فيها البريطانيين بالإساءة إلى الدين الإسلامي، وطلب من الإنجليز دفع الجزية، وكان رد القنصل على هذا الخطاب باعتبار السيد محمد عبد الله من الثوار وحث حكومته على إعداد حملة كبيرة ضد الدراويش.

ومن هنا بدأت حركة من المقاومة والصراع بين المسلمين والبريطانيين، وتبع ذلك حدث آخر وهو مجي بعض الأحباش إلى هرر لجمع الضرائب فما كان من أتباع السيد محمد عبد الله إلا أن شنوا هجومًا عنيفًا عليهم وعلى المعسكر الحبشي في جكجكة.

وبعد تحالف إمبراطور الحبشة منليك الثاني والبريطانيين من أجل ضرب تلك الحركة الناشئة، بدأت مرحلة جديدة من الصراع بين السيد محمد عبد الله والقوى الأوروبية، واعتبر الشيخ تحالف الأحباش والأوروبيين إيذانًا بإعلان الجهاد المقدس.

وهكذا صار قائدًا سياسيًا وزعيمًا دينيًا في منطقة الأوجادين، واستطاع أن يخضع القبائل المجاورة لزعامته، وأدركت سلطات المحمية أنه لابد من اتخاذ إجراء حاسم وسريع ضد هذا المجاهد لأنه لو استمر على هذا المنوال فإن القبائل الموالية للبريطانيين ستضطر في النهاية إلى الاتفاق مع أو الموت جوعًا بسبب الحصار.

الحملات البريطانية

أعلنت بريطانيا عن إرسال الحملات العسكرية ضد القوى الإسلامية كما جهزت الحبشة جيشًا ضخمًا بلغ عدد أفراده 15 ألف مقاتل وكانت المهمة التي كلفت بها القوات الحبشية هي قطع خطوط الإمداد عن الدراويش.

لكن زعيم الدراويش عرف بكل تفاصيل الخطة الأوروبية، فقام بتوزيع قواته ناحية الشرق، والتي واصلت الحرب على مدى ثلاثة أشهر مما أجبر القوى الأخرى على العودة إلى قواعدها.

واحتل السيد محمد عبد الله بعض المواقع المتقدمة وهو الأمر الذي جعل الحكومة البريطانية تفكر في إرسال حملة ثانية ضد قواته، وفي الحملة الثانية فقد الدراويش عددًا من رجالهم، لكنهم كبدوا البريطانيين خسائر فادحة.

وبعد هذه المعركة اقتنع السيد محمد عبد الله بضرورة التحول إلى استخدام الأسلحة الحديثة، وضرورة تدريب قواته على النظم الحربية الحديثة، ونتيجة فشل الحملتين السابقتين رأت بريطانيا أن تستعين بإيطاليا للقيام بعمل عسكري مشترك.

ووفق أيضًا الإمبراطور منليك الثاني على الاشتراك في الحملة، ولكن تمكن الدروايش من إنزال الهزائم بالقوات البريطانية، كما قتلوا قائد هذه القوة.

وأمام الفشل الذريع في القضاء على الدراويش، قررت الحكومة البريطانية إرسال حملة رابعة وذلك على أمل القضاء النهائي على الزعيم الصومالي.

حدث هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه الروح المعنوية لدى الدراويش وتحولوا من موقف الدفاع إلى الهجوم، وزاد عددهم، ورغم عروض السلام التي أبداها السيد محمد عبد الله إلا أن الحكومة البريطانية لم ترضي عن مطالبه، وألحقت بالدراويش أول هزيمة.

بيد أن الهدف الرئيسي من تلك المعركة وهو أسر السيد محمد عبد الله حسن لم يتحقق، وانتهت الحملة الرابعة دون أن تحقق أهدافها شانها شان الحملات السابقة، لكن خسائر الدروايش كانت أشد فيها من الحملات السابقة.

ودفعت تلك الخسائر السيد محمد عبد الله إلى أن يقبل السلام وقبول وساطة إيطاليا لعقد صلح مع البريطانيين والأحباش، وهو ما أطلق عليه اتفاق بستالوزا، وذلك عام 1905.

شروط الاتفاق:

  • عدم شراء الدراويش السلاح أو تقوية الجيش
  • تحديد أماكن الدراويش في نطاق إقليم معين
  • رفع الحصار المفروض على السيد محمد عبد الله والسماح له باستيراد كل شيء عدا السلاح.

في المقابل اشترط السيد محمد عبد الله:

  • أن تحدد له إقامة دائمة في منطقة النفوذ الإيطالي بين رأس جاراد ورأس جابي.
  • أن يتولى حكم أتباعه.
  • حرية التجارة مع شعوب المنطقة والساحل باستثناء تجارة السلاح.
  • أن يتمتع هو وأتباعه بالحرية الدينية.

وعرضت المطالب على الأطراف المعنية، ووافقت عليها بريطانيا، وتم توقيع اتفاق بستالوزا، الذي نص على البنود التالية:

  • عقد صلح وسلام بين السيد محمد عبد الله وحكومات إيطاليا وبريطانيا والحبشة.
  • أن يكون مقر السيد محمد عبد الله في الإقليم الإيطالي في نوجال وفي البقعة بين سلطنتي هوبيا وميجرتين، كما ترسو سفنه على الساحل بين رأس جاراد ورأس جابي.
  • أن يتولى السيد محمد عبد الله حكم أتباعه، وله حرية التجارة الكاملة ما عدا الاتجار بالسلاح أو الرقيق.
  • تنازل الدراويش لسلطان هوبيا عن جميع أراضي مدق وجالكعيو.
  • إبلاغ الدراويش للحكومة الإيطالية بكل الأمور التي تعرض أمنهم للخطر.
  • تشكيل لجنة لتنفيذ بنود الاتفاق من جميع الأطراف المشتركة.

وجاءت الفائدة الكبرى من هذا الاتفاق عندما بدأت الأسلحة تدفق على الدراويش عبر المستعمرة الإيطالية، وانتعشت تجارتهم وصار ميناء أليج مفتوحًا أمامهم، كما انفتح الساحل من رأس أرسانجالي وميناء أليج دون معارضة من السلطات الإيطالية.

ولكن سرعان ما أخذت الأمور تدخل في طور جديد، حين كان للشيخ محمد مطالب أدت إلى قيامه باعتداءات متكررة على المحمية البريطانية، ولما أحست بريطانيا بزيادة قوته بين القبائل الصومالية التي التفت حوله، حاولت زعزة مكانته، وشكته لدى شيخ الطريقة الصالحية في الحجاز محمد صالح وزعمت أنه يقوم بأعمال منافية لنهجها.

كما قام القنصل البريطاني بتنظيم رحلات إلى الحجاز للغرض ذاته، للمثلي الشيوخ الكبار وعلى رأسهم الحاج عبد الله شجاري، وهو أخلص أتباع السيد محمد عبد الله ورفيقه قبل أن ينقلب عليه ويطرده من الحركة في الصومال.

كل ذلك، دفع الشيخ محمد صالح، شيخ الطريقة الصالحية في الحجاز إلى إرسال خطاب إلى السيد محمد عبد الله، فانتهز الإنجليز الفرصة وقاموا بطبع الخطاب وتوزيعه على نطاق واسع بين الصوماليين فكانت الرسالة ذات أثر سيء على الدراويش لأنها زعزعت بالفعل الثقة في السيد محمد عبد الله.

وبسبب الرسالة وقعت انقسامات بين القيادات الرئيسية في حركة الدراويش، واشتدت العداوة في معسكرهم، ونظم بعضهم اجتماعًا سريًا لم يحضره السيد محمد عبد الله، لانتخاب خليفة له، أما عزله لفشله في مقاومة الاستعمار، وإما حل حركة الدراويش وإنهاء جهادها.

وما أن علم السيد محمد عبد الله بهذا اللقاء السري، الذي عرف بـ”مؤامرة الشجرة” حتى أسرع إلى هناك وقبض علر رجال القيادة وأمر بإعدام من تزعموها.

المرحلة الأخيرة  

وجدت بريطانيا أن السيد محمد عبد الله تحدوه الرغبة في عقد سلام جديد معها بدلاً من اتفاق بستالوزا الذي فقد روحه ونصه، فعرضت عليه مساعدة مالية شهرية كبيرة مقابل التوقف عن مقاومتها.

في المقابل اشترط شيخ الدراويش أن يتم القبض على الصوماليين ممن شوهوا علاقاته، وأن ترد بريطانيا سفنه التي استولت عليها مع إيطاليا، وأن تدفع له تعويضًا عن رجاله الذين سقطوا، بالإضافة إلى تسليم صديقه وعدوه عبد الله شجاري، وتعثرت المباحثات بسبب عدم الرد البريطاني على هذه المطالب.

وبعث مندوب بريطانيا تقريرًا سريًا لحكومة بلاده، شرح فيه سوء نية زعيم الدراويش، وبناء على هذا التقرير كان قرار الحكومة البريطانية إخلاء الصومال من الإدارة وتركيز سلطاتهم في المدن الساحلية الثلاث بربرة وبلهار وزيلع مع إشراف القبائل الصومالية الموالية لهم على الداخل بعد تدعيمها بالأسلحة والعتاد.

وترتب على سياسة الإخلاء أن اندفع الدراويش نحو أعوان البريطانيين من الصوماليين وفتكوا بهم، ودمروا طرق القوافل وتحولت المراعي إلى ساحات قتال، فوقعت حرب أهلية في الصومال بعد أغرت بريطانيا القبائل بالأسلحة.

وانتقال السيد محمد عبد الله من مناطق المحمية الإيطالية إلى مناطق النفوذ البريطاني وبدأ بناء الحصون والقلاع وكان أههم حصن تاليح، والذي ظل مقرًا له حتى عام 1920.

ومع مناوشات ومفاوضات بين بريطانيا والدراويش، دخل السيد محمد عبد الله في معارك طاحنة مع القوات الإيطالية والمحلية، في الوقت الذي كان يسعى فيه نحو عقد صلح وسلام مع الإنجليز.

ومع حلول أغسطس 1913، وقعت معركة كبيرة بين الدراويش وقوى الاستعمار سالت فيها الدماء أنهارًا، حقق فيها الدراويش انتصارات كبيرة، وواصل السيد محمد عبد الله احتلال المواقع الحصينة منتهزًا فرصة انشغال بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ضد الألمان والأتراك.

نهاية الحركة

بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، كان قرار الحكومة البريطانية وضع حد نهائي لحركة الدراويش في الصومال والقرن الإفريقي، فشنت حملات عسكرية ضد الحركة.

وشهد الهجوم البريطاني هذه المرة، تدخل القوات الجوية لأول مرة مع القوات البرية والبحرية لتشتيت الدراويش، حتى يمكن تعقبهم، ما دفع السيد محمد عبد الله إلى نقل مركز تحصينه من قلعة تاليح إلى مديشي، وخلال تعقبه من التحالف البريطاني الإيطالي المحلي، مات الكثير من أفراد قواته من الدراويش وسقطت أسرته في الأسر ومعها بعض زوجاته وبناته.

وبعد مفاوضات ومداولات رفض الشيخ محمد عبد الله الإذعان لشروط البريطانيين من أجل الاستسلام فواصل كفاحه، إلى أن انتهى به المطاف في الأخير بالتحرك إلى المنطقة الحبشية في العاشر من أكتوبر 1920.

وهناك التقى أحد الضابط وقال له إنه قد جاء من منطقة الصومال البريطاني بعد أن فقد كل شيء، وأنه جاء طالبًا الحماية وأرسل في الوقت نفسه إلى القائد الحبشي لأقرب موقع ويدعى فيتوراري أربع بنادق ومسدس كهدية، طالبًا بعض المؤمن.

لكن قبض على رجاله، وقد حل المرض وربما الإنفلونزا بمعسكره، وبعد ستة أيام من المرض مات السيد محمد عبد الله في 23 نوفمبر 1920، ودفنه أتباعه في كوخ ومقبرة صغيرة، ولما علم تلاميذه بأن الإنجليز يبحثون عن جثمانه ليمثلوا به انتقامًا لمصرع قادتهم وجنودهم، قام التلاميذ بفتح القبر من جديد ليدفنوه في مكان مجهول، لتكتب نهاية زعيم ثورة الدراويش.

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى