تقارير وتحليلات

مالي وبوركينا فاسو تنضمان لنادي المحطات النووية الروسية

تعتزم روسيا بناء محطتين للطاقة النووية، في كلاً من مالي وبوركينا فاسو، لتغطية احتياجات سكان البلدين من الطاقة، وبناء القدرات على الصمود أمام تغير المناخ، أسوة بعدة دول أفريقية سلكت المسار نفسه.

ودولة جنوب أفريقيا، هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي تنتج حاليًا الطاقة النووية، فيما تساعد موسكو مصر ونيجيريا في بناء المحطات النووية، وفق اتفاقين مع حكومتي البلدين عام 2017، وفيما لم يبدأ المشروع النيجيري يشهد نظيره المصري تقدمًا ملحوظًا.

أول وثيقة نووية

وفي بيان الجمعة، أعلنت حكومة بوركينا فاسو، توقيع اتفاقًا مع روسيا؛ لبناء محطة للطاقة النووية؛ لتغطية احتياجات الطاقة للسكان الذين يحصل أقل من ربعهم على الكهرباء.

وتخضع بوركينا فاسو لحكم المجلس العسكري منذ العام الماضي، وتسعى إلى تنويع شركائها الدوليين، والاقتراب من روسيا على وجه الخصوص.

وتم توقيع الاتفاقية خلال أسبوع الطاقة الروسي في موسكو، الذي حضره وزير الطاقة البوركيني سيمون بيير بوسيم، ونيكولاي سباسكي، نائب المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الروسية الحكومية روساتوم.

وجاء في البيان أن الوثيقة “تلبي رغبة رئيس (بوركينا فاسو) إبراهيم تراوري، التي أعرب عنها في يوليو الماضي خلال القمة الروسية الإفريقية خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين”.

وقالت روساتوم في بيان لها إن “المذكرة تعد أول وثيقة في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية بين روسيا وبوركينا فاسو”.

وأشارت إلى أن الاتفاق وضع أسس التعاون في مجالات من بينها استخدام الطاقة النووية في الصناعة والزراعة والطب.

أزمة الكهرباء

وحصل ما يقل قليلاً عن 23% من سكان بوركينا فاسو على الكهرباء في نهاية عام 2020، وفقًا لبنك التنمية الأفريقي.

وأفادت وكالة تاس الروسية للأنباء أن تخطط لبناء محطات للطاقة النووية بحلول عام 2030 لحل مشكلة العجز في الطاقة، مشيرة إلى أن التحدي الذي يواجهها هو مضاعفة إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، وهو ما سيسمح بتعزيز التصنيع في أفريقيا.

وتستورد بوركينا فاسو جزءا كبيرا من احتياجاتها من الكهرباء من ساحل العاج وغانا المجاورتين، في حين تنتج بعضا منها محليا، وذلك بشكل رئيسي من خلال الطاقة الكهرومائية أو الطاقة الشمسية.

الاتفاق الثاني خلال 24 ساعة

وفي سياق غير بعيد، أعلنت وكالة الطاقة الذرية الروسية روساتوم أنها وقعت مذكرة مع مالي حول استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

ويأتي هذا الاتفاق بعد ساعات قليلة من التوقيع على اتفاق بشأن بناء محطة للطاقة النووية بمبادرة مشروع روسي في بوركينا فاسو.

ووقعت روسيا ومالي مذكرة تفاهم بشأن الطاقة النووية المدنية وناقشتا شراكتهما في مجال الاستكشاف الجيولوجي والتعديني، حسبما أعلنت شركة روساتوم.

المذكرة الروسية المالية بشأن الطاقة النووية تحدد المهام ذات الأولوية وأدوات التعاون وتحدد مجالات العمل المشترك: تطوير البنية التحتية النووية في مالي، وزيادة الوعي العام بالتكنولوجيات النووية، وإجراء البحوث الأساسية والتطبيقية، وضمان الطاقة النووية.

إضافة إلى السلامة الإشعاعية والجسدية وتدريب الموظفين وإنشاء مفاعلات بحثية ومحطات طاقة، كما اتفق البلدان على تبادل الزيارات بين المختصين في هذا المجال.

وجرى اللقاء بين ألوسيني سانو، وزير الاقتصاد والمالية المالي، ونيكولاي سباسكي، نائب المدير العام لشركة روساتوم، في مقر روساتوم بالعاصمة الروسية.

كما شارك في هذا الاجتماع وزراء الطاقة والمياه الماليين بينتو كامارا والصناعة والتجارة موسى الحسن ديالو والنقل والبنية التحتية مدينة سيسوكو ديمبيلي.

وزار الوفد المالي روسيا بمناسبة أسبوع الطاقة الروسي الذي يقام في موسكو في الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر.

ويمكن للطاقة النووية أن تكون بديلاً مفيدًا للدول الأفريقية من أجل تلبية احتياجات الكهرباء في أنحاء القارة كافّة.

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى