تقارير وتحليلات

حرب السودان.. مفاوضات في جدة وقتال في دارفور

انطلقت أعمال منبر جدة، وترتكز فقط على ثلاثة أهداف لا تتناول القضايا السياسية

بينما يجري الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع مفاوضات في مدينة جدة بالمملكة السعودية، يتقاتلان في دارفور، في وقت يترقب فيه السودانيون أعمال الوساطة السعودية الأمريكية، لوقف أعمال القتال.

ومع وصول وفدي طرفي الحرب إلى السعودية، السبت، انطلقت أعمال منبر جدة مجددًا، بيد أن المحادثات قابلها معارضة “الدعم السريع” لمشاركة عضو وفد الجيش السوداني السفير عمر الصديق، ما أثار شكوكًا حول مصير المفاوضات، قبل أن يتم الإعلان عن تخطي هذه العقبة.

ثلاثة أهداف 

والأحد، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، بدء المحادثات، مشيرة في بيان إلى أنها ترتكز على ثلاثة أهداف فقط، هي:

  • تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
  • تحقيق وقف إطلاق النار، وإجراءات بناء الثقة.
  • إمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية.

مع ذلك، أوضح البيان السعودي، أن المحادثات لن تتناول القضايا ذات الطبيعة السياسية.

ووفق بيان الخارجية فإن المشاركين في مفاوضات منبر جدة، هم:

وفد القوات المسلحة السودانية وفد الدعم السريع
· لواء بحري ركن محجوب بشري أحمد، رئيس للوفد

· لواء د. ركن أبو بكر أبو دقن “كبير المفاوضين”.

· عميد حقوقي د. معتز فضل الله “عضوًا”.

· مقدم طلال سليمان أبو دلة “عضوًا”.

 

الخبراء:

·        السيد عمر محمد أحمد صديق

·        د. صلاح المبارك يوسف

·        عميد ركن عمر حمدان أحمد “رئيسًا للوفد”.

·        السيد فارس النور إبراهيم “كبير المفاوضين”.

·        السيد محمد المختار النور “عضوًا”.

·        السيد القولي حمدان دقلو “عضوًا”.

الخبراء:

·        السيد عز الدين محمد أحمد الصافي.

·        السيد نزار سيد أحمد فرح

معارك نيالا 

وكانت ميليشيا الدعم السريع، أعلنت سيطرتها بشكل كامل على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وذلك قبيل انطلاق أعمال مباحثات جدة.

والمدينة تمثل نطاقًا استراتيجيًا واقتصاديًا كبيرًا، ما أثار مخاوف من فشل مساعي وقف إطلاق النار وتوسع أعمال العنف والقتال.

وتزامنًا مع محادثات جدة، احتدمت المعارك بين طرفي الحرب في السودان، حيث يحاول كل فريق تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، كان آخرها الصراع على نيالا، وهي ثاني كبرى مدن السودان من حيث عدد السكان، في قلب إقليم دارفور.

ترحيب أممي

بدورها، رحبت بعثة الأمم المتحدة في السودان باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة.

وأبدت الأمل في أن تؤدي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات إلى تنفيذ إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان- الموقع في مايو، والوقف الشامل لإطلاق النار.

وذكرت البعثة، في بيان صحفي صدر الأحد، أن محادثات جدة تُعقد بتيسير من السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد).

ورحبت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) أيضا بالمبادرات الحالية من قبل مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة المدنية التي تدعو إلى إنهاء الحرب، مؤكدة الحاجة الملحة إلى إيجاد حل يؤدي إلى استئناف عملية الانتقال السياسي الديمقراطي.

وأكدت البعثة أنها ستواصل العمل مع الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية – بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والإيغاد لدعم جهود الوساطة الجارية من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع في السودان.

فرصة حاسمة

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس شدد على أهمية المحادثات في مدينة جدة، وقال: “نحتاج من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أن يلتزما التزاما كاملا بالقانون الدولي الإنساني، وتأمين إتاحة الوصول الآمن والمستدام ودون عوائق إلى الأشخاص المحتاجين، سواء كان ذلك في دارفور أو الخرطوم أو كردفان”.

وفي ضوء الأزمة الإنسانية الهائلة في السودان، قال غريفيثس إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، سيقوم بتسهيل المسار الإنساني لهذه المفاوضات.

وفي إطار ترحيبه باستئناف المحادثات، أُعرب عن امتنانه للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لاستضافتهما المشتركة لها.

وقال إن هذه المحادثات “تمثل فرصة حاسمة لإعلام شعب السودان بأنه لم يُنس، وبأننا نأخذ مسؤولياتنا الدولية على محمل الجد، وأننا ملتزمون بضمان حصوله على الرعاية والحماية والمساعدات المنقذة للحياة التي يحتاجها”.

وتحدث غريفيثس عن المأساة الإنسانية الناجمة عن مرور أكثر من ستة أشهر من بدء الأزمة في السودان. وقال إن آلاف الأشخاص قتلوا وأصيبوا، وفرَّ واحد من كل تسعة من منازلهم.

وأشار إلى احتمال أن يعاني ما يقرب من ثلث السكان عما قريب من انعدام الأمن الغذائي، فيما أصبح النظام الصحي في حالة يرثى لها، مع شبح تفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا التي تلوح في الأفق.

وقال إن هناك جيلا من الأطفال يواجه خطر الحرمان من التعليم الكامل، في ظل نقص التمويل للإغاثة الإنسانية يقدر بالمليارات.

ومنذ 15 أبريل، يدور نزاع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب عن سقوط أكثر من تسعة آلاف قتيل، ونزوح نحو ستة ملايين شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة.

وتسببت الحرب في تدمير البنية التحتية المترهلة أساساً، وإغلاق 80 في المئة من مستشفيات البلاد، ودفع الملايين إلى حافة الجوع.

ومع عجز القائدين العسكريين عن تحقيق الانتصار لأكثر من ستة أشهر، لا يعتزم أي منهما تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات قبل أن يوجّه إلى الطرف الآخر ضربة عسكرية قاصمة، وهو ما لم يتحقق في الميدان منذ بدء المعارك.

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى