تقارير وتحليلات

"ميراث أفورقي" يحرم إريتريا من تصفيات مونديال 2026

انسحب المنتخب الوطني لكرة القدم في إريتريا، من تصفيات بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، لأسباب غير إنسانية، مرتبطة بـ”ميراث أفورقي” رئيس البلاد.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أعلن في بيان مقتضب قبل أيام، انسحاب البلد الواقع في شرق إفريقيا، من تصيفات المونديال، جاء فيه: “يمكن للفيفا والكاف (الاتحاد الإفريقي لكرة القدم) تأكيد انسحاب الاتحاد الوطني الإريتري من تصفيات كأس العالم 2026، وإلغاء كافة مباريات المنتخب”.

وأوضح بيان الاتحاد الدولي لكرة القدم، الجمعة الماضي، أنه تم إلغاء مباراة منتخب المغرب رسميًا ضد إريتريا، بعد أن كان مقررًا إقامة المباراة بين المنتخبين يوم غدٍ الخميس ضمن منافسات المجموعة الرابعة في الجولة الأولى من التصفيات.

وبناءً على هذا الانسحاب، ستجري منافسات المجموعة الخامسة من التصفيات القارية بمشاركة المنتخبات الخمسة المتبقية، وهي المغرب وزامبيا والكونغو وتنزانيا والنيجر، دون أن يطرأ أي تغيير على جدول مباريات المجموعة، بينما تم إلغاء كافة مباريات إريتريا، حسب بيان فيفا.

وبحسب عدة مصادر مقربة من المنتخب الإريتري التي كشفها تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية، فإن قرار سحب المنتخب من التصفيات جاء من مصادر حكومية، خوفا من فرار العديد من اللاعبين الإريتريين خلال زيارتهم للمغرب، لخوض المباراة الأولى في مدينة أغادير.

وكانت منتخب إريتريا يستعد 3 أشهر كاملة من أجل تصفيات مونديال 2026، قبل أن يتفاجئ اللاعبون بأن وزارة الرياضة والثقافة رفضت المشاركة، رغمًا عن محاولات اتحاد الكرة المحلي.

وانسحبت إريتريا العام الماضي أيضًا من تصفيات كأس إفريقيا 2023 التي ستقام في يناير المقبل في ساحل العاج، ليصبح مستقبل كرة القدم هناك مجهولا.

وبذلك لن يخوض منتخب كرة القدم الإريتري أية مباراة رسمية، على الأقل حتى انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا المقبلة 2025.

وستبقى مجموعة إريتريا في تصفيات كأس العالم 2026 دون تغيير أو إضافة، بتواجد المنتخبات الـ5 الأخرى، على أن يصعد بطل المجموعة مباشرة للمونديال.

وسيتنافس وصيف المجموعة الخامسة مع أصحاب المراكز الثانية في كل المجموعة الأفريقية على التأهل للملحق الذي سيضم أفضل 4 ثوان بالمجموعات.

ومع عدم وجود ملعب معتمد من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، كان من المقرر أن تلعب إريتريا جميع مبارياتها العشرة في الخارج – المغرب وزامبيا والكونغو وتنزانيا والنيجر – مما أجبر مفوض الرياضة على إلغاء المباريات.

الهروب الكبير

وهذا القرار أعاد التذكير بحادثة الهروب الكبير أيضًا من صفوف المنتخب الإريتري، والتي طلب فيها 10 لاعبين اللجوء عام 2019 في بوتسوانا، خلال التصفيات المؤهلة لمونديال 2022.

ويخشى المسؤولون عن المنتخب الإريتري أن يلجأ اللاعبون الدوليون كالعادة إلى الاختباء في الدول التي يحلون فيها ضيوفًا عند خوض مباريات كرة القدم.

والوقائع التي اختفى فيها اللاعبون عديدة، آخرها في ديسمبر 2019، عندما هرب 7 لاعبين في أوغندا بعد التأهل إلى نهائي بطولة ودية، تدعى كأس سيكافا.

غياب منتخب إريتريا عن خوض المباريات الرسمية أو حتى الودية منذ 4 سنوات، تسبب في خروجها من تصنيف فيفا، ويبدو مستقبل كرة القدم هناك غامضًا.

ميراث أفورقي

والإريتريون يشكلون إحدى أبرز مجموعات اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا، إذ يحكم البلاد الرئيس أسياس أفورقي منذ ما يقرب من 27 عامًا، في وقت يصف مراقبو حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية مثل هيومن رايتس ووتش، حكم أفورقي هناك بأنه ديكتاتوري، حيث يتم اعتقال الأشخاص بشكل تعسفي ودون إبداء أية أسباب.

ويغادر الكثير من الإريتريين بلدهم بسبب الخدمة العسكرية الإلزامية القاسية التي يجب على كل مواطن أن يؤديها، حيث تشير تقارير حقوقية إلى أن المجندين يُعامَلون بقسوة شديدة من قبل القادة العسكريين ويتعرضون للإيذاء الجسدي والتعذيب في كثير من الأحيان.

وغالباً ما يُقتل من يحاول النأي بنفسه عن تأدية الخدمة العسكرية. وحسب إحصائيات للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فرّ 52 ألف شخص من إريتريا عام 2016.

وفي إريتريا أربعة مذاهب أو أديان بشكل أساسي، وهي كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الأريتيرية والكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنيسة الأريتيرية اللوثرية والإسلام السني.

أما من يدين بأي دين أو مذهب آخر مثل البروتستانتية والإسلام الشيعي، فيتعرض للاضطهاد وغالباً ما تكون هناك اعتقالات جماعية لأولئك الذين يمارسون ديانات “غير قانونية” أي غير معترف بها رسميا، كما يتم تعذيب السجناء وبسبب هذا الاضطهاد الديني يهاجر بعض الناس إلى أوروبا.

وتعاني إريتريا في مجال حرية الصحافة والخصوصية أيضاً، وهي في أسفل مؤشر حرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود، مع غياب القدرة على الوصول إلى الإنترنت، مما يجعل من الصعب نشر الأخبار على الإنترنت حول وضع حقوق الإنسان في البلاد، كما أنه لا توجد أحزاب معارضة لحكومة أفورقي.

ويجتاز الكثير من الإريتريين السودان وليبيا في طريقهم إلى أوروبا، وفي ليبيا، يدفعون لمهربي البشر لنقلهم عبر البحر بالقوارب.

ويشكل الإريتريون ثالث أكبر جنسية للأشخاص الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، فخلال عام 2015 في ذروة أزمة الهجرة، وصل 40 ألف إريتري إلى شواطئ إيطاليا وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى