تقارير وتحليلات

الحرب على غزة.. الخريطة الكاملة للانتشار العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط

منذ تنفيذ فصائل المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي 2023، وما تلاها من رد فعل وصف بـ”جرائم حرب وإبادة” من قبل إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة، وتحشد الولايات المتحدة الأمريكية -خلال شهر- قواتها العسكرية بصورة غير مسبوقة في الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قدم منذ اليوم الأول للحرب الدعم السياسي والعسكري الكامل لتل أبيب، كما سلمت بلاده ونشرت قوات في شرق البحر المتوسط، بالتزامن مع نشاط استخباراتي ودبلوماسي كبير.

شرق المتوسط

مع بداية التصعيد يوم السابع من أكتوبر الماضي، بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، دفعت الولايات المتحدة بحاملة الطائرات جيرالد فورد ومجموعتها القتالية المكونة من طراد من فئة تيكونديروجا و 3-4 مدمرات من فئة أرلي بيرك.

والحاملة ومجموعتها القتالية تتمركز في نطاق شرق البحر المتوسط حاليًا، وانضم إليها مؤخرًا سفينة قيادة الأسطول السادس الأمريكي ماونت ويتني، التي تمتلك قدرات كبيرة علي القيام بأعمال القيادة والسيطرة وإدارة الاتصالات.

كما أنها تستطيع العمل كمركز استخباري لجمع المعلومات وتحليلها وإدارة أعمال القتال وقيادة العمليات المشتركة للقوات البحرية.

جنوب البحر الأحمر

وفي الأسبوع الثاني من الحرب 15 أكتوبر الماضي، عززت الولايات المتحدة من تمركزها العسكري؛ فدفعت بحاملة الطائرات إيزنهاور من فئة “نيميتز” والمجموعة القتالية المرافقة لها، والتي تتكون من طراد من فئة تيكونديروجا ومدمرتين أرلي بيرك بالإضافة لغواصة نووية من فئة أوهايو كلاس.

والغواصة أوهايو كلاس من فئة غواصات الصواريخ الموجهة وتتسلح ب154 صاروخ كروز من طراز توماهوك، لكنها ليست النسخة المسلحة بصواريخ باليستية من طراز ترايدينت.

وكانت وجهة حاملة الطائرات إيزنهاور ومجموعتها القتالية في البداية منطقة شرق المتوسط للتمركز والعمل بحانب مجموعة حاملة الطائرات جيرالد فورد.

لكن بعد محاولات إطلاق صواريخ باليستية/كروز/طائرات بدون طيار انتحارية من اليمن من قبل جماعة الحوثيين بإتجاه إسرائيل واعتراض معظمها بواسطة مدمرة من فئة أرلي بيرك للبحرية الأمريكية؛ قرر وزير الدفاع الأمريكي تغيير وجهة الحاملة لتصبح منطقة المسؤولية للقيادة المركزية الأمريكية.

وهي تتواجد حاليًا في جنوب البحر الأحمر، ومن غير المعروف هل ستظل متمركز هناك أم ستتوجه إلى خليج عدن أو الخليج العربي.

مجموعات المارينز

وسبق أن قررت وزارة الدفاع الأمريكية دعم مجموعتها البحرية في شرق المتوسط بمجموعة قتالية استكشافية من المارينز “مشاه البحرية”.

وتتكون المجموعة من حاملة المروحيات وسفينة الانزال البرمائي باتان LHDوسفينة النقل البرمائي/منصة الإنزال البرمائي LPD من فئة سان أنطونيو وسفينة الهجوم البرمائي يو اس اس كارتر LSD.

وتضم المجموعة القتالية الاستكشافية أكثر من 2000 فرد من قوات مشاه البحرية الأمريكية والتي تعمل كقوة للتدخل السريع في حالات الطوارئ وفي مسارح العمليات المختلفة.

و كان البنتاجون قد أعلن نشر 1200 جندي إضافي في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب، وفي 31 أكتوبر الماضي، أعلن إرسال 300 جندي إضافي للمنطقة، معظمهم من عناصر الدعم.

بطاريات باتريوت

وأرسلت واشنطن، أيضًا، مزيدًا من بطاريات الدفاع الجوي من طراز باتريوت إلي الدول التي تتواجد بها مواقع وتمركزات أمريكية.

ومن بين هذه الدول: الكويت والأردن والعراق والسعودية وقطر والإمارات، بالإضافة لإرسال بطارية دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية من طراز ثاد إلى السعودية، وذلك بحسب عدة صحف ووسائل اعلام امريكية.

ودعمت الولايات المتحدة من تواجدها العسكري بالمنطقة، بأعداد إضافية من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من طراز F-16 و F-15  وطائرات الدعم الأرضي من طراز A-10 ثاندربولت، بخلاف زيادة عدد طائرات التزود بالوقود من طراز KC-135 المتمركزة في نطاق المسؤولية للقيادة المركزية الأمريكية.

قاعدة أنجلريك التركية

وفي إطار إظهار قدرات الجيش الأمريكي علي ردع التهديدات، نفذت قاذفات قنابل استراتيجية من طراز B-1 لانسر التابعة لسلاح الجو الأمريكي طلعة جوية يوم الأحد الماضي فوق منطقة المسؤولية للقيادة المركزية الأمريكية (الشرق الأوسط) وتنفيذ عمليات تزود بالوقود بواسطة طائرات التانكر KC-135.

وكانت عدة مصادر قد ذكرت أن قاذفتين من طراز B-1B قد وصلتا إلي قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا مطلع الأسبوع الماضي والتي تتواجد بها قوات أمريكية تقدر بنحو ألف فرد عسكري بخلاف احتوائها على أكثر من 50 قنبلة نووية امريكية من طراز B-61.

الانتشار في الدول العربية

وعلى صعيد آخر تكثف القوات الأمريكية المتمركزة بالفعل في المنطقة من نشاطها، حيث أعلن الاسطول الخامس الأمريكي عن قيام عدد من سفن حرس السواحل الأمريكية (المتمركزة بشكل أساسي في  البحرين) برفقة كاسحات ألغام وقطع معاونة تابعة للاسطول الخامس الأمريكي بتنفيذ دوريات في نطاق مضيق عمان وبحر العرب.

وبحسب قيادة الاسطول الخامس الأمريكي تهدف هذه الدوريات إلى تعزيز الأمن البحري وردع الأنشطة المعادية في المياه الإقليمية.

والولايات المتحدة لديها ما يقرب من 45 ألف جندي/متعاقد متمركزين بالفعل في العديد من دول المنطقة، على رأسها قطر والبحرين والكويت والأردن والإمارات والمملكة العربية السعودية والعراق وسوريا وتركيا بخلاف التواجد العسكري -غير المحدد والمعلن- في إسرائيل.

الأهداف الأمريكية

حددت وزارة الدفاع الأمريكية أربعة أهداف رئيسية للحشد العسكري في منطقة الشرق الأوسط وهي كالآتي:-

  • حماية القوات الأمريكية ورعايا واشنطن في المنطقة.
  • تدفق المساعدات الأمنية الحيوية لإسرائيل “في إطار دفاعها ضد المزيد من الهجمات التي تقوم بها حماس”.
  • التنسيق مع الإسرائيليين للمساعدة في تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ومن بينهم مواطنون أمريكيون.
  • تعزيز وضع القوة في كافة أنحاء المنطقة لردع أي دول أو جهات فاعلة غير حكومية من تصعيد الأزمة خارج غزة.

المصدر: الباحث في الشؤون العسكرية محمود جمال

 

 

تقارير متصلة

زر الذهاب إلى الأعلى